للبطاقة الشخصية أهمية كبيرة فهي ليست وثيقة للتعريف بحاملها فحسب، بل أصبحت في وقتنا الراهن وثيقة تمنح صاحبها العديد من الحقوق والتسهيلات لدى جميع الجهات الرسمية، وتضمن لصاحبها حقوقه المدنية كافة من زواج، وسفر، وبيع وشراء، وغيرها، ومن هذا المنطلق بدأت حكومة الإنقاذ السورية بمشروع إصدار البطاقات الشخصية لإثبات هوية حاملها، وتسهيل إتمام جميع معاملاته.
أهمية البطاقة الشخصية
واجهت المناطق المحررة الكثير من التحديات والمخاطر التي تمس حفظ الأنساب، وصون الحقوق، والمحافظة على السجلات المدنية بعد فوضى عارمة سببتها ظروف الحرب والتهجير القسري، فالظروف التي نعيشها والتحديات الاجتماعية جعلت الأجيال الحالية والقادمة تحث خطر ضياع أنسابهم، حيث فقد الكثير من الأهالي ثبوتياتهم، وواجه سكان المحرر صعوبة التوثيق أثناء تثبيت عقود الزواج، والبيع والشراء، وتثبيت المعاملات العقارية، وغيرها.
ونظمت وزارة الداخلية عمل الشؤون المدنية من خلال 39 أمانة سجل مدني منتشرة في جميع المناطق المحررة، فالتحديات المتمثلة بالفوضى القديمة وضياع الكثير من الثبوتيات الشخصية عند المهجرين، وعدم وجود أنظمة تحفظ أنساب الأهالي وأمنهم الأسري، أوجبت على الوزارة وضع الخطط وجعل ملف الأحوال الشخصية على رأس أولوياته.
وجاء مشروع البطاقة الشخصية للحفاظ على الوثائق والبيانات الشخصية للأهالي، وضرورة البطاقة في تسهيل المعاملات اليومية، وحفظ حقوق المهجرين في انتسابهم لمناطقهم التي هجروا منها، والبطاقة هي الوثيقة التعريفية الأساسية في جميع دول العالم، وهي نتاج جهود محلية ونظام خاص، وجرت دراسة اعتماد أفضل آلية لإصدارها وبأقل التكاليف.
ميزات البطاقة الشخصية
صممت البطاقة الشخصية وفق معايير ومواصفات عالمية، فهي غير قابلة للكسر أو التزوير، وتتميز بتصميم فريد من نوعه يجمع معالم سبع محافظات سورية، وأعلاها اسم سورية وخريطتها، إضافة لزخارف إسلامية تؤكد على التراث الشامي العريق المتجذر في كل نفس، وتتميز بترجمة خاصة بالنسبة للاسم باللغة الإنكليزية، ومزودة بشريحة إلكترونية خاصة تتضمن معلومات وتفاصيل عن صاحبها فيمكن أن يضاف لهذه الشريحة زمرة الدم، والشهادة الجامعية إن وجدت، والحساب البنكي ومعلومات أخرى، إضافة لباركود (MRZ)، وآخر (QR) اللذان يساعدان على قراءة المعلومات آليا.
إجراءات الحصول على البطاقة الشخصية
اعتمدت الوزارة نظاما إلكترونيا للحجز عن طريق “باركود”، وافتتحت عشرة مراكز للبطاقات الشخصية لاستكمال البيانات، فضلا عن تخصيص مراكز للنساء للحفاظ على الخصوصية، فأول إجراء للحصول على البطاقة هو حجز الدور عن طريق الذهاب لأمانة السجل المدني المدون فيه القيد، وإحضار وثائق كالهوية الشخصية، أو إخراج القيد أو دفتر العائلة بحيث تحوي الأمانة ومحل القيد والرقم، وعند التقدم للحصول على البطاقة بإمكان الشخص اختيار المركز المناسب للمرحلة الثانية لاستكمال البيانات.
ويمكن معرفة الموعد المحدد من خلال تحميل التطبيق الخاص ومسح “الباركود” الموجود على وصل استلام البطاقة، وعند إدخال رقم الاستمارة إلى التطبيق يظهر موعد التقدم للحصول على البطاقة، وبعد استكمال البيانات في مركز البطاقة الشخصية يمنح الشخص وصل استلام، ومن خلال إدخال الرقم الموجود على الوصل إلى التطبيق يمكن معرفة موعد استلام البطاقة، ويحوي الوصل على توقيع المختار وشاهدي تعريف يوقعان خلال مدة انتظار صدور البطاقة.
مراكز البطاقات الشخصية
جهزت الوزارة 10 مراكز للتقدم للحصول على البطاقة الشخصية خمسة للرجال وخمسة للنساء في إدلب، وسرمدا، والدانا، وكفرتخاريم، وحارم، والعمل جارٍ لتجهيز مراكز في جسر الشغور، وأريحا، وأطمة في القريب العاجل، ويحق لكل شخص تجاوز عمره الـ14 عاما التقدم بطلب الحصول على البطاقة، ويحق لكل شخص أن يحجز دورا له ولزوجته، وأولاده، وإخوته، ووالده، ووالدته، ويستطيع أن يحجز دورا لـ4 أشخاص كحد أقصى.
وتبقى البطاقة الشخصية هي المعرف الأساسي بحاملها، فهي تمنحه العديد من التسهيلات لكونها -إضافة إلى البيانات الظاهرة عليها- تتضمن شريحة إلكترونية تتضمن بيانات صاحبها كعنوان إقامته، وبيانات رخصة القيادة، والمستوى التعليمي، والوظيفي، وغيرها من البيانات المهمة، وتعد ذات أهمية كبيرة نظرا لما تقدمه لصاحبها من خدمات وتسهيلات لدى المؤسسات الرسمية.