تعتبر الزكاة فريضة عظيمة، لما لها من أثر كبير في تحقيق التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع المسلم، وزيادة أواصر المحبة والتعاطف بين أفراده، وتنشيط الحركة الاقتصادية تدريجيا في ظل واقع الحرب المفروضة.
♦جمع الزكاة ممن تجب عليه: وعن طرق تحصيل وجمع زكاة الزروع، قال مسؤول الهيئة العامة للزكاة “عبد القادر الأديب”: “يتم ذلك إما عن طريق لجان الهيئة العامة للزكاة المتواجدة في مراكز الشراء المعلنة عبر المؤسسة العامة للحبوب، أو عن طريق اللجان الميدانية التي تقوم بزيارة أصحاب المحاصيل”. مشيرا إلى أن مقدار التحصيل لحق الفقراء هو نصف العشر لمن بلغت زروعه النصاب.
♦جمع نصف الواجب من الزكاة على أصحاب المحاصيل: وبيّن”الأديب” أن غالب المحاصيل الزراعية في هذا العام لم تعتمد على الري، ومع ذلك فإن الهيئة العامة للزكاة لم تأخذ سوى نصف العشر، مع أن حق الله فيها هو العشر لما سقته السماء ولم يعتمد على تكاليف الري. وأوضح بأن الهيئة العامة للزكاة أرادت تحفيز المزارعين على أداء الفريضة وتخفيف بعض التكاليف الزراعية التي وضعت على محاصيلهم، واستجابة لطلبهم كي لا يقوم بعض التجار باستغلالهم.
♦كيفية توزيع الزكاة: وأما بالنسبة لآلية توزيع الزكاة قال المتحدث باسم الهيئة العامة للزكاة الشيخ “أنس سليمان”: “أن مكتب الإحصاء لدى الهيئة العامة للزكاة سيعلن قريبا عن مراكز لاستقبال طلبات المستحقين، وفق ضوابط معينة، وستكون تلك المراكز تابعة للهيئة العامة للزكاة بشكل مباشر، بالإضافة للجان ميدانية تبحث عن الأسر المتعففة في القرى، وتسأل عنهم عن طريق أئمة المساجد أو الأوقاف أو ذوي الهيئات في تلك القرى”. وذكر بأنه بعد استكمال الإحصائيات ستبدأ حملات التوزيع في غالب القرى التي جمعت منها الزكاة بمساعدة وجهاء كل بلدة، وتحت مراقبة الأمانة العامة، وستوزع الأسهم بما يتوافق مع الوارد العام. كما أشار “سليمان” إلى أنه قد تم توزيع ما جُمع من زكاة النقدين والعروض في أواخر شهر رمضان المبارك في عدة بلدات وقرى في الشمال المحرر، كمدينة إدلب وأريحا وسراقب وسرمدا والدانا ودارة عزة وكفركرمين وحزانو وحارم وبعض مراكز الإيواء المحدثة للإخوة المهجرين من ريف حماة وغيرها في الآونة الأخيرة بسبب القصف، وشمل التوزيع أيضا المئات من عوائل المجاهدين من كافة الفصائل حيث استلموا حقهم من أسهم الزكاة ولله الحمد، ولم ينته التوزيع بعد، فما زالت هناك بعض المدن والقرى، كالمعرة وأطمة وقاح وكفرلوسين ومشهدروحين والأتارب وغيرهم ضمن قائمة التوزيع في الأسبوع المقبل.
♦أهمية هذه الفريضة: ونظرا لأهمية تنظيم الزكاة ولما لها من آثار إيجابية في حياة أفراد المجتمع المسلم، لفت المتحدث باسم الهيئة “بأن تنظيم هذه الفريضة ضمن آلية موحدة وجهة عامة واحدة سيجعل من آثار الزكاة أكثر ظهورا وبركة في المجتمع خلافا للعشوائية، حيث سيعرف بذلك المستحقون الحقيقيون وسيقلل من ظاهرة التسول”. وأشار إلى أنه سيضبط تكرار أخذ المستحقين للزكاة من أكثر من جهة، وبالتالي سيستفيد العدد الأكبر منها، وسيتحقق بذلك التكافل الاجتماعي بشكل جلي، وستزداد الحركة الشرائية وسيتداول المال وينشط بين أيدي المجتمع كله، وسينعكس ذلك على اقتصادنا تدريجيا. وختم حديثه بأنه لو دفع أصحاب الأموال والزروع والمواشي زكاة أموالهم كما ينبغي فلن يبقى فقير أو محتاج في الشمال المحرر، بل ستسد جميع مصارف الزكاة الثمانية بدلا من مصرفين فقط.
وتسعى الهيئة العامة للزكاة لتحقيق النفع العام، ورعاية الفقراء والمساكين والمهجرين، وسد حاجاتهم، لزيادة التكافل الاجتماعي، والتعاون الإنساني بين أفراد المجتمع المسلم.