يعد افتتاح جامعات في المناطق المحررة انعطافا تاريخيا في ظل الثورة السورية، ولابد أن يكون هناك مجلس يدير ويضبط هذه الجامعات من حيث المعايير والرقي في العملية التعليمية، وكان لمجلس التعليم العالي دور هام في ضبط العملية التعليمية والجامعات العشوائية والحد من الشهادات المزورة.
مكونات وعمل مجلس التعليم العالي:
تشكل مجلس التعليم العالي بعد اجتماع للأكاديميين في المناطق المحررة لإعادة تفعيل الكليات والمعاهد في مدينة إدلب، وقال رئيس مجلس التعليم العالي الأستاذ “مجدي الحسني”لوكالة أنباء الشام”: “يضم المجلس جامعتين عامتين وهما (جامعة إدلب – جامعة حلب الشهباء) بالإضافة إلى سبع جامعات خاصة مقسمة لنوعين خاصة ربحية وغير ربحية وتكون مدعومة من قبل منظمات أو أشخاص”.
وأضاف: “عمل المجلس هو وضع التشريعات الأكاديمية لنظم العملية التعليمية لهذه المؤسسات من خلال شروط القبول الجامعي، والتحويل والنقل والمعايير العلمية والأكاديمية التي يجب أن تتوفر في كل جامعة ومؤسسة تعليمية”.
وبين “الحسني” بأنه يضم تسعة أعضاء بالإضافة للرئيس وأمين المجلس ويحق لرئيس المجلس دعوة من يراه مناسب لإغناء أي موضوع من خلال جدول العمل.
أعمال مجلس التعليم العالي بشأن الطلاب:
وعن أهمية مجلس التعليم العالي ودوره في مساعدة الطلاب والمؤسسات التعليمية صرح الأستاذ “مجدي الحسني”: “المهمة الأساسية لمجلس التعليم العالي إزالة الصعوبات من أمام الطلاب والمؤسسات التعليمية الموجودة في المناطق المحررة، وبالتنسيق مع رؤساء الجامعات عمل على تأمين جميع الأمور اللوجستية بخصوص الامتحانات وخاصة في الجامعات ذات الطابع العام بالإضافة لاختيار المراقبين المؤهلين وتأمين جو امتحان مناسب للطلاب ودعمهم بالقرطاسية”.
وأشار الى أنه وبسبب الأوضاع الأمنية التي استهدفت المنطقة ونتيجة النزوح، أصدر المجلس قرارا بتأجيل الامتحان لمرتين وذلك حفاظا على سلامة الطلاب.
وقال “الحسني”: “بعد تأجيل الامتحان لمرتين وتغير التقويم الجامعي يجري في الوقت الحالي تقديم الامتحانات ونقيم نسبة الحضور بالجيدة على مستوى الجامعات ككل في المنطقة المحررة.
أسباب إغلاق الجامعات الخاصة ومصير الطلاب:
وعن أسباب إغلاق مجلس التعليم العالي للجامعات الخاصة غير المرخصة وعن كيفية تعامله مع الطلاب الملتحقين بها تحدث “الحسني”: “نتيجة تشرذم وغياب السلطة الموحدة كان هناك انتشار عشوائي وفوضوي للجامعات وفي العام الدراسي2018/2019 ما يزيد عن تسع منها لا نعلم عنها شيء، فأصدر المجلس قرارا بإغلاق جميع الجامعات الخاصة، ماعدا التي حققت المعايير، والمرخصة من قبل مجلس التعليم العالي”.
وتابع: “أصدر المجلس عدة قرارات لدراسة الحالات في هذه الجامعات، فظهرت بعض الشهادات مزورة وبعض الشهادات التي لا تتوافق مع الاختصاصات التي يدرسها الطالب وشهادات تحتاج إلى تعديل وأخرى إلى فحص معياري”.
ونفى رئيس مجلس التعليم ما يشاع عن رفض المجلس استقبال الطلاب من الجامعات التي أغلقت العامة منها أو الخاصة حيث قال: “إن هذه الأنباء عارية عن الصحة وهي من ضمن الحملة الممنهجة لتشويه عمل مجلس التعليم العالي”.
مسألة الاعتراف بالشهادة الجامعية:
يرى طلاب الجامعات في المناطق المحررة أن مسألة الاعتراف بالشهادة الجامعية أمر هام بالنسبة لهم، وذكر رئيس مجلس التعليم العالي “مجدي الحسني”: “حصلت إحدى الجامعات المنضوية تحت مجلس التعليم العالي على الاعتماد الأكاديمي العلمي لبرامجها التعليمية، والاعتراف هو شق سياسي بين المنظومات الدولية والحكومات أما الاعتماد فهو واجب نؤديه للطلبة”.
وأكد أن أمر الاعتراف يجب أن يكون على خطوات مدروسة، ينطلق من بدايته في تشكيل التصنيف “وجامعة إدلب دخلت التصنيف الدولي” ثم يلي ذلك عقد شراكة مع الجامعات أو ما يسمى مذكرة تفاهم أو التعاون العلمي، وبعد ذلك يعترف بها من خلال الاتحاد أو المؤسسات المخولة بإعطاء الاعتماد الأكاديمي.
واختتم “الحسني” أن أهم الإنجازات التي قام بها مجلس التعليم العالي، هو الحد من الشهادات المزورة سواء بين الطلاب أو فريق العمل وهناك لجنة خاصة تقوم بتدقيق الشهادات والختم والتواقيع بين الفينة والأخرى.