تعد الزراعة مصدر دخل لعدد كبير من سكان المناطق المحررة، وهي ضرورية للحفاظ على الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية، ومع الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة، تضرر القطاع الزراعي بشكل كبير نتيجة عوامل عدة أهمها ارتفاع تكاليف الزراعة، وقلة الأمطار، فضلا عن خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، فبدأت وزراة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ بالبحث عن حلول للتخفيف عن المزارعين وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم.
تكاليف مرتفعة
ارتفعت تكاليف الزراعة في الآونة الأخيرة بشكل كبير، نتيجة عدة عوامل لعل أهمها ارتفاع أسعار المحروقات والذي ينتج عنه ارتفاع في تكاليف استخراج المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية، فضلا عن ارتفاع أسعار الأسمدة ومستلزمات الزراعة كافة بسبب الغلاء العالمي والذي تأثرت به المناطق المحررة بشكل مباشر.
أهم المحاصيل الزراعية
تتنوع المحاصيل الزراعية في الشمال المحرر ولعل أهمها القمح والشعير إضافة لبعض المحاصيل كالعدس، والكمون، وحبة البركة وغيرها، إضافة للأشجار المثمرة كالزيتون والتين، فضلا عن الخضروات الموسمية، وللحفاظ على الأمن الغذائي في المنطقة بدأت وزراة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ السورية بتقديم الدعم للمزارعين، لتخفف عنهم تكاليف الإنتاج.
تأمين مياه الري
ولعل تأمين مياه الري من الأولويات التي عملت عليها المديرية العامة للموارد المائية التابعة لوزارة الزراعة والري فمنذ بداية العام الجاري وحتى اليوم أنجزت المديرية عدة أعمال بهدف تأمين مياه الري للمزارعين بحسب ما أكد المدير العام المهندس “صالح الدريعي”: “عملت المديرية على إيصال التيار الكهربائي لمشروع عين الزرقا ومحطة البالعة والعمل جارٍ لإيصال التيار الكهربائي لمشروع آبار الروج الشمالي والجنوبي، ومشروع العلاني، وإنشاء سد ترابي على الوادي الشتوي في الصحن لتجميع المياه للاستفادة منها في مشروع قسطون، وتحويل مخرج مياه نبع قليدين لصالح المشروع”.
وأضاف: “كما عملت المديرية على تعزيل أقنية الري في مشروع الروج الجنوبي والشمالي، ومشروع الدويسات، وتعديل القناة الرئيسة البيتونية في سد قسطون بطول 3500 م، وتعزيل قنوات الري كافة في مشروع حارم، ومتابعة تنظيم وتوزيع المياه في هذه المشاريع وفق الخطط المعتمدة”.
وتابع: “جهزنا 3 مضخات في محطة ضخ عين الزرقا كهربائيا مع صيانة وإصلاح دارات التبريد، فضلا عن إصلاح لوحة المضخة (200) في محطة ضخ البالعة، كما حللنا 58 عينة مياه للتأكد من صلاحيتها”.
مشروع القرض الحسن
شهد العام الحالي إنتاجا وفيرا من القمح في الشمال المحرر، وكان ذلك نتيجة للدعم الذي قدمته وزارة الزراعة والري خاصة مشروع القرض الحسن، والذي دعمت من خلاله الوزارة 1812 مزارعا من أجل زراعة 7651 هكتارا بالقمح.
وبلغت كمية البذار الذي قدمته الوزراة للمزارعين 1922 طنا، و6215 لترا من المبيدات الزراعية، و1600 طن من السماد، إضافة لتوزيع 113260 لترا من المحروقات.
وكان لهذا المشروع إنعكاسات إيجابية على المنطقة، فبعد الأزمة الاقتصادية العالمية وموجات الجفاف المتلاحقة والتي تأثرت بها المناطق المحررة بشكل كبير، ارتفعت أسعار القمح، فركزت وزارة الزراعة على دعم زراعة القمح من خلال تقدم كل أشكال الدعم للمزراعين، كل ذلك بهدف مساعدة الفلاح، والحفاظ على الأمن الغذائي والتوجه نحو تحقيق اكتفاء ذاتي بشكل تدريجي.
الحفاظ على الأمن الغذائي، ودعم المزارعين وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم في الزراعة، وتأمين مسلتزماتهم من الأساسيات والأولويات التي تعمل عليها حكومة الإنقاذ السورية ممثلة بوزارة الزراعة والري والتي انصبت جميع جهودها في الآونة الأخيرة على مشاريع دعم المزارع سواء من خلال صيانة السدود، وأقنية الري لتأمين مياه الري للفلاحين، والتوجه نحو دعم المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيا.