تعد محطة مياه عين الزرقا من أهم المشاريع المائية في الشمال المحرر، وتكمن أهميتها في أنها تؤمن مياه الري لنحو 80 بالمئة من أراضي سهل الروج ذي المناخ المعتدل، والتربة الخصبة، فهذه المحطة سيستفيد منها مزارعو المنطقة في سقاية أراضيهم الزراعية، وسيكون لها دور كبير في زيادة المساحات الزراعية المروية الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي من حيث تحسين الاقتصاد، واستقرار أسعار المواد الزراعية، وتحقيق اكتفاء ذاتي، وتوفير فرص عمل جديدة.
أهم الزراعات في سهل الروج
ويمتاز السهل بأراضيه الزراعية الخصبة، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 15000 هكتار، ومن أهم المحاصيل الزراعية فيه القمح والشعير والحبوب بمختلف أنواعها، إضافة للخضروات، والزراعات العطرية، والقطن، والشمندر السكري، وبعد تأهيل محطة عين الزرقا ودخولها الخدمة سيستفيد من مشروع ضخ المياه أكثر من 50 ألف مزارع موزعين على نحو 20 بلدة وقرية في سهل الروج.
أهمية تشغيل المحطة
لتشغيل محطة مياه عين الزرقا أهمية كبيرة بحسب ما أكد المدير العام للموارد المائية المهندس “صالح الدريعي”، كونها ستسهم في عودة الحياة إلى سهل الروج، والذي سيتحول إلى واحة خضار بعد فترات الجفاف الذي مر بها السهل في وقت سابق.
وأوضح “الدريعي” أن المنطقة ستوفر سلة غذائية من الخضار، وستسهم في إنتاج كميات كبيرة من الحبوب خاصة القمح الذي يعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية في المحرر، ناهيك عن عودة عدد كبير من الأهالي الذين هجروا أراضيهم للعمل في الزراعة بعد توفير مياه الري والتي تعد عنصرا مهما في الزراعة.
وتابع: “كما سيساهم هذا المشروع في خفض نسبة البطالة في المناطق المحررة بسبب تأمين فرص عمل جديدة بعد عودة المزارعين لاستثمار أراضيهم بالشكل الأمثل، فضلا عن تنشيط القطاع الزراعي والذي سينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد المنطقة”.
الأقسام الرئيسة للمحطة
وتتكون المحطة من عدة أقسام رئيسة وهي كما صرح المهندس “صالح الدريعي”، حوض السحب والذي يتصل بنهر العاصي وحوض نبع عين الزرقا عبر قناة صندوقية مطمورة من جهة، ومن جهة ثانية يتصل بالمحطة عبر حوض السحب وبوابات الدخول للمحطة.
ومبنى المحطة والذي يتكون من صالة المضخات وصالة التحكم المنخفض، وصالة التحكم المتوسط، وغيرها، وتحتوي صالة المضخات على 7 مجموعات ضخ، 6 عاملات وواحدة احتياطية، أما خطوط الضخ فتتألف من خطي ضخ بقطر 1.2 م، وتنقل عبرها المياه من المحطة إلى حوض التهدئة على ارتفاع 140 م، وبطول 400 م.
وأما حوض التهدئة مع النفق والذي تصب فيه خطوط الضخ بمدخل نفق عين الزرقا – الروج والذي ينقل المياه بالراحة إلى سهل الروج بمقطع صندوقي (2×3) م، وطول النفق 4.2 كم.
صيانة المحطة
وأكد المدير العام أن الجهات المختصة حافظت بالتعاون مع الفعاليات الشعبية في المنطقة على محطة مياه عين الزرقا، ومنعت تخريبها والعبث بها، وعند وصول التيار الكهربائي إلى المناطق المحررة كانت الأولية بإيصال الكهرباء إليها بهدف تشغيلها، حيث أعيد تأهيل محطة الكهرباء وزودت بالتيار الكهربائي، وبعد تجريب المحطة العام الماضي تبين وجود عدة أعطال فيها بسبب توقفها عن العمل لمدة طويلة.
وأضاف: “بسبب الحاجة الماسة لمياه الري في ذلك الوقت من أجل توفيرها للمزارعين قبل جفاف مزروعاتهم، شغلنا حينها محطة واحدة دون تجهيز دارات التحكم والحمايات اللازمة، وخلال العام الجاري بدأنا صيانة وتجهيز المحطة مع قسم من ملحقاتها في المشروع حسب خطة المرحلة الأولى للتجهيز، فأصلحنا 3 مجموعات ضخ من أصل 7، مع خطوط الضخ الخاصة بالمحطة بطول 400 متر، وتبلغ الغزارة الوسطية للمحطة 2500 م3 في الساعة، والغزارة الكلية 7500 م3 في الساعة، ويمكن أن تروي المحطة حاليا أكثر من 2500 هكتار في سهل الروج عبر الأقنية الرئيسة المكشوفة”.
وأردف: “كما انتهينا من تعزيل نفق عين الزرقا – البالعة بطول 4.2 كم، ووضعنا المحطة في الخدمة بعد تجريبها، وستدخل حيز العمل بشكل دائم في حال وضع الخطة الزراعية اللازمة للتشغيل والعمل”.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية تتضمن تجهيز محطتين للضخ مع شبكات الري المطمورة الخاصة بها، لتصبح المساحة المروية أكثر من 7000 هكتار، وسنستكمل المرحلة الأخيرة من المشروع في تجهيز القسم المتبقي من المحطة مع المحطة الجنوبية الثانية لتصل مياه الري إلى جميع أراضي سهل الروج.
من هنا برزت أهمية محطة ضخ مياه عين الزرقا واهتمام حكومة الإنقاذ السورية ممثلة بوزارة الزراعة والري في صيانتها وإدخالها الخدمة، هادفة من كل ذلك لزيادة المساحات الزراعية المروية، وتوفير سلة غذائية للمناطق المحررة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية الأساسية، والحد من البطالة من خلال توفير فرص عمل، وتنشيط اقتصاد المحرر والمساهمة في نموه.