شهدت مناطق في ريفي حماة وإدلب حركة نزوح كبيرة، وذلك خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها عصابات الأسد والاحتلال الروسي، والتي استخدم فيها كافة أنواع الأسلحة بقصف القرى والبلدات، حيث نزحت آلاف العائلات من هذه المدن للمناطق الشمالية الحدودية، ما سبّب اكتظاظًا سكانيًّا كبيرًا وتشريدًا لهذه العائلات.
حكومة الانقاذ تشكل لجنة طارئة لمساعدة النازحين:
بادرت وزارة التنمية والشؤون الانسانية في حكومة الإنقاذ وشكلت لجنة طارئة لتقدم ما في وسعها لمساعدة النازحين القادمين من ريفي حماة وإدلب، وكان لها دور كبير في تقديم الخدمات لهم وتأمين أهم مستلزمات الحياة.
وقال مدير الإغاثة والتنمية في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية “عبد الكريم الخطيب “لـ وكالة أنباء الشام: “تم تشكيل لجنة طارئة على مستوى الحكومة برئاسة وزارة التنمية والشؤون الإنسانية ممثلة بمديرية شؤون المخيمات”.
وأضاف “تحملت مديرية شؤون المخيمات العبء الكامل لهذا النزوح الضخم والذي قارب 44 ألف عائلة وبتعداد جاوز 250 ألف نسمة”.
وتابع “الخطيب”: “ووجهت المديرية الدوائر للبدء بتنفيذ الخطط المتفق عليها والتي أشرنا إليها سابقاً، حيث تم التمييز بين العوائل التي تملك مسكناً ضمن مخيماتنا وهي النسبة الأكبر والتي وصلت الى قرابة 70% من النزوح، وبين المهجرين الذين هجروا لأول مرة، ورفعت الجاهزية الكاملة للعمل ليلاً نهاراً لاحتواء الموقف”.
جهد وبذل مستمر لإعانة النازحين:
وكالة أنباء الشام سلطت الضوء بدورها على هذه الجهود التي تقدمها حكومة الإنقاذ، وذلك عبر مراسليها الذين رافقوا المسؤولين في الحكومة خلال عملهم مع النازحين.
وقال مدير شؤون المخيمات الأستاذ “أسامة العمر”: سعينا لبناء مركز إيواء ضخم يتسع لقرابة الألف عائلة في مخيم كفر لوسين بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي، وشكلنا لجنة لإدارة الإيواء، مؤلفة من مسؤولي مكاتب التسكين والرعاية الاجتماعية والإحصاء والشكاوى لضبط الدخول والخروج المنظم للعوائل”.
وأوضح “العمر” أن اللجنة أرسلت فرق إحصاء الى مركز إيواء ميزناز التابع لـ “هيئة ساعد الخيرية” لمعرفة طاقته الاستيعابية وتوجيه نداء استغاثة لكافة المنظمات والجمعيات العاملة في الشمال السوري، والهيئات المدنية في المناطق المحررة لكن بدون نتيجة، الأمر الذي زاد من الضغط على مديرية شؤون المخيمات ودفعها للاعتماد على إمكانياتها المحدودة.
وذكر مدير شؤون المخيمات أن المديرية وبالتنسيق مع بعض المنظمات والجمعيات المتعاونة وعلى رأسها الهلال الاحمر التركي تم بناء مخيمات للنازحين، كان أكبرها تجمع “كللي” شمال إدلب والذي يتسع لقرابة الألف عائلة.
استقبال النازحين وتأمين مستلزماتهم:
وعن كيفية استقبال موظفي مديرية شؤون المخيمات للنازحين ومعاملتهم معهم، أجرت وكالة انباء الشام لقاءات مع عدد من النازحين.
حيث قال النازح “عمر مؤيد المصري”: “إننا حال نزوحنا وجدنا موظفين من حكومة الإنقاذ كانوا قد انتظرونا ليأخذوا بنا إلى مراكز خاصة”.
وأفاد النازح “فؤاد العمري”: ” وجدنا من يعمل على تأمين مستلزماتنا من ماء وطعام في حرِّ الصيف ومع شهر رمضان والحمد الله”.