يعتبر مشروع سرايا المقاومة الشعبية جزءًا أساسيًا من فعاليات الثورة السورية، حيث أوجدته الظروف والحيثيات التي حالت بين بعض الأهالي وساحات المعارك، وهذا مادعا بعض الفعاليات الثورية ومجلس الشورى العام إلى تشكيل سرايا المقاومة الشعبية لتعنى بالعمل على تدشيم وتحصين القرى والبلدات القريبة من أماكن سيطرة قوات النظام المجرم، واستلام بعض نقاط الرباط وتجهيز عدد من السرايا لتأخذ دورًا هجوميًا تحسبًا لأي هجوم من قبل النظام المجرم والاحتلال الروسي .
كم عدد السرايا وما هي آلية تنظيمها؟
لأن الثورة هي ثورة شعب كان من أساسيات مشروع سرايا المقاومة الشعبية استهداف الأهالي والفعاليات المدنية بشكل مباشر ودمجهم مع المجاهدين في خندق واحد، حيث ارتأى القائمون على المشروع تعيين شخص مستقل لقيادته برفقة مستشارين عسكريين من الفصائل المجاهدة الموجودة في الشمال المحرر وأجمعت الفصائل المتواجدة فيه على مشروع السرايا وباركته، وبلغ عددها ما يقارب سبعين سرية وهي بازدياد وهذا ما أكده مسؤول اللجنة الدعوية في سرايا المقاومة الشعبية الشيخ “مصطفى حمدان” خلال حديثه لوكالة أنباء الشام: “إن مشروع السرايا هو وليد الثورة فقبل الإعلان عنه كانت فكرته متبلورة لدى الكثير من أهالي المدن والبلدات في شتى المناطق كدرعا ودمشق وحلب وغيرها، فاجتمع البعض من ممثلي الفعاليات الثورية ومجلس الشورى العام وأطلقوا من خلال اجتماعاتهم مشروع السرايا ليكون النظير للمجاهدين على ساحات المعارك”.
وأضاف: “شهد مشروع السرايا إقبالًا كبيرًا من الأهالي ووزعناهم، كل حسب رغبته فمنهم من اختار التحصين والتدشيم ومنهم من اختار الرباط، ومنهم من شارك المجاهدين على الجبهات في المعارك الدائرة بينهم وبين قوات النظام المجرم والمحتل الروسي”.
لم نتلق أي تمويل منظم من أي جهة دولية أو محلية:
من أحد بنود تشكيل سرايا المقاومة الشعبية هو عدم تلقي أي تمويل منظم “مشروط” من أي جهة كانت، فتمويل السرايا ذاتي من الأهالي المشاركين فيها، فكل يمول نفسه بنفسه، وتتكفل بنقاط الرباط وتكاليف التدشيم الباهظة، وعن هذا قال المسؤول الدعوي في سرايا المقاومة الشعبية: “هدفنا هو إشراك جميع الفئات الشعبية في الجهاد الكبير منها والصغير والرجل والمرأة، فشاهد الجميع حملات التبرع التي قامت بها بعض المساجد بغية دعم السرايا ولاقت إقبالًا واسعًا ولا سيما من النساء اللاتي دفعن بحليهن وذهبهن في سبيل تدشيم وتحصين المناطق المحررة”.
وأوضح أنهم لا يرفضون دعمًا من أي أحد شرط أن يكون غير مشروط ولا يحملون الفصائل مسؤولية دعمهم نظرًا للحمل الكبير الملقى على عاتق الفصائل، وعلى الرغم من ذلك، تلقت السرايا بعض الدعم من فصائل الساحة الشامية.
أطلقنا حملة “حصن بلدك” وشاركنا بحملة “جاهد بنفسك”:
أطلقت الفعاليات المدنية مؤخرًا حملة جديدة لدعم الجبهات والمجاهدين عليها باسم (جاهد بنفسك) والتي تعنى باستنهاض واستنفار الشباب من المناطق المحررة إلى المعارك بعد تجهيزهم بشكل كامل عن طريق إخضاعهم لدورات تدريبية على استخدام السلاح والتكتيكات العسكرية، وكانت سرايا المقاومة الشعبية إحدى هذه الفعاليات المشاركة والتي لها دور كبير في الحملات، وهذا ما أورده الشيخ “مصطفى حمدان” عن دورها في الحملة خلال حديثه : “شاركت سرايا المقاومة الشعبية بحملة جاهد بنفسك ولكنها ليست لها، فالحملة تستنهض الشباب وتعدهم للمشاركة في الفصائل وليس فيها، وعملنا على اختيار نخبة من الشباب وإعدادهم عسكريًا ليكونوا نخبة مقاتلة تقف بوجه من تسول له نفس التقدم على الأراضي المحررة وتركنا لهم حرية اختيار الفصيل الذي يرغبون بالانتساب له”.
وعن حملة حصن بلدك (حملة المليون كيس للتدشيم) ذكر “حمدان”: بعد انطلاق سرايا المقاومة الشعبية بفترة قصيرة أطلقنا حملة حصن بلدك والتي هدفت لتعبئة مليون كيس من أكياس التدشيم لجعلها حصنًا منيعًا وحماية للمجاهدين حيث لاقت إقبالًا واسعًا من الأهالي للمشاركة فيها فبهمتهم زاد العدد عن المليون كيس”.
وأشار إلى أن الحملة لم تستغرق أكثر من أربعة أشهر حتى أنجزت بشكل كامل حيث كان جميع الأهالي يصلون الليل بالنهار في سبيل إتمام المهام الملقاة على عاتقهم.
ودعت سرايا المقاومة الشعبية الأهالي إلى مشاركة إخوانهم المجاهدين في المعارك، والوقوف إلى جانبهم لأنهم يبذلون الدماء في سبيل الدفاع عن الإسلام والأراضي المحررة من عدوان النظام المجرم وحلفائه الغاشمين.